-->

الجمعة، 16 سبتمبر 2016

سلسلة شرح نواقض الإسلام .. الحلقة (2)



سلسلة شرح نواقض الإسلام ..
الحلقة (2)
..
الناقض الأول : الشرك
..
الشرك، وضده التوحيد
والتوحيد إفراد الله بالعبادة،
وهو ثلاثة أنواع : توحيد الربوبية، توحيد الألوهية، توحيد الأسماء والصفات
..
توحيد الربوبية : إفراد الله سبحانه وتعالى بالملك والخلق والتدبير
..
وبطلان هذا النوع من التوحيد يتمثل في إشراك شخص أو شيء مع الله في ملكه، أو خلقه، أو تدبيره.
ويحصل غالبا بالتلفظ ببعض الجمل التي لا يلقي لها العبد بالا،
كقوله على سبيل المزاح مثلا: 
" كلما ظهر فلان لا تمطر السماء "
فهذا إشراك لفلان مع الله في تدبيره وملكه ..
وجب إذن الحذر مما يتلفظ به العبد، فينسب إلى غير الله ما لا يقدر عليه إلا الله..
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:((إِنَّ العبد ليتكلّم بالكلمة -مِنْ رضوان الله- لا يُلْقِي لها بالاً، يرفعه الله بها في الجنة, وإن العبد ليتكلم بالكلمة -من سَخَط الله- لا يُلْقِي لها بالاً، يهوي بها في جهنم))
..
وقد يكون شرك الربوبية شرك تعطيل، وهو ما يسمى بالإلحاد،
أي تعطيل وجود الله بصفة نهائية.
وقد يكون شرك من جعل معه ربا آخر دون تعطيل صفاته تعالى،
وهو شرك النصارى: ((لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة))،
أو من يجعل الكواكب تتحكم في أقداره ونفسيته،
أو إشراك شيء مع الله في تدبيره وملكه كما المثال السابق.
..
توحيد الألوهية : إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة
..
فمن صرف عبادة لغير الله فقد أشرك
ومعنى العبادة : اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه.
فكل ما أمر به الله عز وجل بقصد التقرب إليه، لا يوجه لغير الله.
كالإسلام، والإيمان، والإحسان، والدعاء، والرجاء، والتوكل، والرهبة، والخشوع، والخشية، والإنابة، والاستعانة في غير ما يقدر عليه الانسان، والاستعاذة، والاستغاثة، والذبح، والنذر ..
فلا يبتغي المسلم بعبادته وجها غير وجه الله، وينتظر الأجر والثواب من الله !!!!
وهذا أعظم أنواع الشرك،
إذ أن من أشرك بالله بصرف عبادة لغيره كفر ، والدليل قوله تعالى:
((وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ))
..
توحيد الأسماء والصفات : إفراد الله عز وجل بالأسماء والصفات التي وصف بها نفسه أو جاءت على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم
وذلك بإثبات دون تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل ..
فكل ما يمكن أن يتخيله العقل البشري، لا يشبه صفة الله أبدا.
كقول أن الله أول وآخر،
فلا يجب على المسلم أن يتكلف التفكير كيف لشيء أن يكون أولا وآخرا، كيف يبدأ وكيف ينتهي ..
فكل ما يتخيله المخلوق هي صفات من صفات المخلوقات،
لأن عقله لم يتجاوز التعامل مع الكائنات وليس مع الخالق،
والعقل يستعمل المعطيات التي اكتسبها بالتدريج من بداية خروجه إلى الحياء، فمن أين له أن يدرك صفات الله عز وجل؟
هذا مستحيل، وهذا ما يجب أن يوقن به كل شخص،
فلا يكلف نفسه فهم صفات الله عز وجل وأسمائه،
بل يؤمن بها ويسلم لها تسليما دون أسئلة أو مشككات ..
ويصدق تصديقا جازما، قوله تعالى ((ليس كمثله شيء))
..
وقد يكون شرك صفات الله تعالى،
بلبس التمائم مثلا،
فهي قد صنعت في الأصل على أنها تحفظ الإنسان من الشر،
ونحن نعلم ((فالله خير حافظا))
فلا يجوز لبسها حتى للزينة، إذ أنها من الوثنيات وجب خلعها
..
ويقسم الشرك عموما إلى نوعين،
شرك أكبر، وشرك أصغر ..
الشرك الأكبر ما توجه لغير الله بوضوح تام،
والشرك الأصغر ما نهى عنه الشرع ذريعة للشرك الأكبر،
وهو غالبا يتعلق بالعبادات القلبية، ونهى عنه الشرع حتى يحفظ إخلاص القلب لله.
كالحلف بغير الله، والرياء، والطيرة (أن يرده التشاؤم عن فعل أو قرار)
..
آتي بمثال لأوضح الفرق بين الشرك الأكبر والأصغر
..
أن تصلي لوثن أو شخص أو حائط أو حجر وأنت تقصد رجاءه وتعتقد قدرته على تغيير شيء أو استجابة طلبك أو دعائك .. هذا شرك أكبر.
أما أن تصلي لله كما اعتدت، لكن أن تزين صلاتك وتتقنها لأنك تعلم أن فلان ينظر إليك ... فهذا شرك أصغر ، لأنك قصدت تزيينها ليعجب بك فلان، لا لتحسن عبادتك لله .. رغم أنها موجهة لله، إلا أن القلب هنا لم يخلص العبادة تماما.
...
وسوف أفصل بإذن الله في أعمال الشرك،
في السلسلة التي ستأتي بعد نواقض الإسلام،
سلسلة التوحيد ...
..
نكتفي بهذا القدر،
وملتقانا غدا بإذن الله مع شرح الناقض الثاني ..
تعليقات فيسبوك
0 تعليقات بلوجر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إتصل بنا

الإسم الكريم البريد الإلكتروني مهم الرسالة مهم
كافة الحقوق محفوظةلـ وَهَلْ أَنْسَاكَ يا قُدُسُ 2016
تصميم: حميد بناصر